السبت، ٣ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

إدارة الحياة

إدارة الحياة
إدارة الوقت تتضمن أدوات وتقنيات لتخطيط وترتيب الوقت . بحثاً عن زيادة الفعالية وحسن استثمار الوقت . وإدارة الوقت في صميمها معتمدة على إدارة الأولويات .
من لا يحدد أولوياته يقوم بإنجاز :المشاكل حسب ترتيب ظهورها .الأعمال اليسيرة أولاً .الأعمال الصعبة أولاً. وكل هذا غير صحيح ، لأنه غائب عن " فقه الأولويات " .لديك 24 ساعة في اليوم ، و 168 ساعة في الأسبوع ، و 8760 ساعة كل عام.الوقت أندر الموارد ، لأنه غير قابل للتمديد ولا التخزين ، ولا الاستبدال !!البيئة المحيطة بك تؤثر عليك في كيفية إدراكك للوقت وتعاملك معه .هناك بيئات تتعامل مع الزمن باعتباره أياماً متشابهة ، وبعضها تختلف الدقيقة فيها عن الأخرى .كلما ارتقت الأمة كانت وحدة الزمن فيها أكثر دقة ( الجزء من الثانية ) ، وكلما انحطت قيمتها في سلم الرقي تعاملت بوحدات زمن أكثر امتداداً ( مثل أن يقول لك صديقك : نلتقي يوم الخميس .. بدلاً من أن يقول : في الساعة الرابعة والنصف !! ) .حين تحدث المفكر الجزائري مالك بن نبي عن الحضارة ، جعل معادلة الحضارة هي: إنسان + تراب + وقت . والتراب يعني : الموارد الممكنة .عدم تنظيمك للوقت يجعلك " رجل الدقيقة الأخيرة " فأنت لا تنجز عملك إلا في آخر الوقت المحدد له ، وما كان يمكن إنجازه بإتقان وراحة في 3 ساعات ، تنجزه أنت بتساهل وانضغاط في النصف ساعة الأخير !!الذي يسبب لك الألم والتشتت ليس ضغوط العمل ، وإنما سوء ترتيبك للأولويات في وقت العمل.هل خصصت الوقت الكافي لمعرفة ما أنت في حاجة إلى معرفته من شئون دينك وعملك وأسرتك وتنظيم حياتك وتربية أبنائك وتواصلك مع الآخرين ؟
مبادئ تدبير الوقت :1- التركيز على المهم حسب سلم الأولويات الخاص بك.2- محاربة المقاطعات من هاتف أو لقاءات غير مجدولة أو غيرها .3- مراقبة مردود الزمن الذي استثمرته سابقاً لتقييمه والبناء عليه .4- إيجاد توازن شخصي بين الضروريات والإمكانات المتوفرة .5- الاستماع إلى ساعتك البيولوجية الباطنية .6- الاهتمام بالبعد الذاتي للوقت : تحديد أهمية العمل بالنسبة لك .7- لا تنفق خمس دقائق لتقرر تأجيل ما يمكنك إنهاؤه فوراً في خمس دقائق !!8 - نحن في عالم مليء بالأوراق .. في العمل ، في البريد الإلكتروني ، في الخطابات ، ولكي تنجز في عملك فينبغي تعلم طرق القراءة السريعة لتختصر وقت القراءة.9- استخدم آلية " التفويض " بمهارة لكي تستثمر وقتك.
ضوابط التفويض :أن يكون العمل الذي ستفوضه أقل في الأهمية مما ستقوم به بنفسك .أن يكون من ستفوضه قادراً على القيام بما فوضته به .أن تحدد للمفوض الوقت للإنجاز ، وإلا طال الأمر أكثر مما يستحق .
أنواع الأنشطة التي ينبغي أن تكون متوازناً بينها :الشعائر الدينية . المهنية . الراحة والنوم . العائلية . التسلية . النمو الشخصي .العلاقات الاجتماعية.
يمكن تقسيم المهام إلى مهام :أ- يجب أن أحققها فوراً ، بنفسي .ب- مهمة ، يمكن أن تنتظر قليلاً ، ويمكنني إسنادها إلى آخرين .ج - قليلة الأهمية ، يمكن إسنادها .د - ضعيفة الأهمية ، ويمكن عدم القيام بها .
قواعد ستة لإدارة الوقت :قاعدة باريتو ( 80 / 20 ) :20% من أعمالنا تستهلك 80% من أوقاتنا .
قاعدة كارلسون ( التسلسل المتجانس ) :كل عمل متقطع هو أقل فعالية وأطول وقتاً من العمل المتصل . لأنك في كل عودة إلى العمل بعد تركه تضيع وقتاً قبل الوصول إلى المعدل العام .
قاعدة باركنسون ( الميل إلى التضخم الذاتي ) :تتمدد المهمة لتستخدم كامل الوقت المحدد لها .( هل تتذكر يوماً قررت فيه أن ترتب غرفتك في ساعة .. فالتهم الترتيب كامل الساعة ، بينما قررت في وقت آخر ترتيبها في 10 دقائق ، فلم تتجاوز الدقائق العشر ؟!! ) .
قاعدة إليتش ( سلبية الإنتاج بعد الوصول إلى حد معين) :بعد الوصول إلى عتبة عدد معين من الساعات تتناقص إنتاجية الوقت المستثمر وتصبح سالبة . - ولابد حينها من التغيير لاستعادة الطاقة - .
قاعدة سوابودا - فليس ( الإيقاعات البيولوجية ) :لكل شخص إيقاعات حيوية متعددة خلال اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو العام . يكون فيها أكثر أو أقل فاعلية .
قاعدة فريس ( البعد الذاتي للزمن ) :للزمن بعدان : ذاتي وموضوعي ، تبعاًلموقفك من الحدث ." الزمن الموضوعي " : العام للناس جميعاً .و" الزمن الذاتي " : وهو إحساس كل فرد بزمنه الخاص.فالزمن الذي يقضيه الأب خارج غرفة الجراحة التي يجري فيها ابنه عملية ، ليس كالزمن الذي يقضيه الإنسان مع زوجة حبيبة .. الأول شديد البطء .. والثاني لافت السرعة !!
العقلاء يقدرون أوقاتهم :قال النبي صلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ.أقسم الله تعالى بأوقات فقال " والفجر ، وليالٍ عشر " ، و " والعصر ، إن الإنسان لفي خسر " .قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟" .والوقت أنفس ما عُنِيتَ بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيعقال الفضيل : أعرف من يَعُدُّ كلامه من الجمعة إلى الجمعة .دخل جماعة على رجل من السلف فقالوا : لعلنا شغلناك ؟ فقال : أَصدُقُكم ، كنت أقرأ فتركت القرءاة لاجلكم .يقول عبد الرحمن ابن الأمام أبي حاتم الرازي " ربما كان يأكل وأقرأ عليه ويمشي وأقرأ عليه ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه "
أعداؤك :التأجيل والتسويف .سوء التخطيط أو عدمه.غياب فقه الأولويات .عدم التفويض ومحاولة القيام بكل شيء بنفسك .العمل تحت ضغط الأزمة .الهاتف : العدو الحبيب !! شبَّه بعض الفضلاء الهاتف الجوال بالموت ، لقوله تعالى " أينما تكونوا يدرككم الموت " .. والجوال يجعلك متاحاً للآخرين في كل وقت .. دون مراعاة لخصوصياتك !!محاولة إنجاز الكثير من الأعمال في وقت بالغ الضيق ، مما يؤدي إلى عدم إنجازها كلها !!المفاجآت غير المرتقبة : كالزوار دون موعد ، مرض أحد الأبناء ، مناسبة اجتماعية هامة مفاجئة .الفوضى الشخصية : في هيئتك ، ومنزلك ، وملفاتك ، وكتبك ، ومواعيدك .العجز عن قول " لا " : وبالتالي ترتبط بكثير من المواعيد مع النساء حياءً ، مما يستهلك منك وقت العمل ، لا سيما إذا كان لديك مواهب أو مصالح يحتاجها الآخرون.الاجتماعات الطويلة الفارغة .البدء في العمل وتركه في المنتصف دون إتمام .العلاقات الاجتماعية الواسعة دون تنظيم أو استثمار : للعلاقات الاجتماعية أهميتها في نجاحك الشخصي والعملي ، ولكن اتساعها وسوء تنظيمها ، وعدم اختيار من تستفيد من صحبته في الدنيا أو الآخرة يضيع عليك حياتك .
نصائح لإدارة الوقت :لا تعتمد على ذاكرتك ، واكتب المهام في مفكرة .قم بعملك الأساسي في بداية الصباح ، وخصص له من وقتك أحسن ساعات النهار.وازن بين عملك وحياتك العائلية وعلاقاتك الاجتماعية .اجعل إدارتك للوقت معتمدة على : مراقبته ، وقياسه ، ورؤية ما أنجزته سابقاً ، ثم تقييمه لمعرفة الأخطاء والإيجابيات

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية