السبت، ٣ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

هاتف المستقبل : اتصال .. وأكثر

هاتف المستقبل : اتصال .. وأكثر
تتنازع عرش الاتصالات الهاتفية عدة تقنيات منذ حوالي العقد من الزمان. وبالرغم من أن ملامح هذا الصراع لم تتحدد إلا في السنوات الأخيرة منذرة بخروج كبريات شركات الهاتف على يدي دعاة المكالمات الميسرة عبر الإنترنت¡ إلا أن عوامل أخرى كظهور تقنيات الجيل الثالث للأجهزة الجوّالة¡ وتطبيقات بروتوكول الصوت عبر الإنترنت¡ بالإضافة لشيوع تقنيات التواصل اللاسلكي¡ كلها تجعل التنبؤ بنهاية حاسمة لهذه الحرب أصعب¡ وتشرع الباب مفتوحاً أمام اتصورات شتى لمستقبل الإتصال عبر شبكات الهاتف.. أو سواها.
الإنترنت تنقل الصوت

أحد أكثر التقنيات المبشرة بتغيير النهج الذي سنتواصل عبره مبنية على (بروتوكول الصوت عبر الإنترنت – VoIP). بدأت تطبيقات هذا البروتوكول عام 1995 حين ظهرت برمجيات تقوم بتحويل الصوت الموجي إلى بيانات رقمية يمكن تداولها عبر الإنترنت متيحة الاتصال بين جهازي حاسوب إذا كان الطرفان متصلين بالإنترنت في آن واحد ولديهما سماعات ومايكروفون. التطور التالي لهذه البرمجيات أتاح إجراء المكالمات من كمبيوتر عبر الإنترنت إلى هاتف عادي إما مجاناً أو مقابل مبالغ زهيدة. غير أن ما ينذر بثورة حقيقة في مجال الاتصالات الهاتفية يتمثل في ازدهار الخدمات التي توفّر اتصالاً هاتفياً من هاتف عادي إلى آخر ولكن عبر الإنترنت لا عبر خطوط ومقسمات الهاتف التقليدية المملوكة من قبل شركات الاتصال¡ وذلك باستخدام محوّل adapter يربط بين جهاز الهاتف العادي والمودم المتّصل بالإنترنت. ويلزم أن يكون الاتصال سريعاً عبر نطاق بث واسع broadband ومتصلاً بشكل دائم بالإنترنت كما اتصال الكيبل أو (الدي إس إل –DSL) لضمان جودة الصوت واعتماديته. ويعيش المشهد التقاني حالياً جدلاً واسعاً حول الصوت عبر الإنترنت وحماساً كبيراً لإمكانياته وقدراته مع قفزة كبيرة في عدد المقبلين على استخدامه. حتى إن غالبية شركات الاتصالات العتيدة أصبحت تنقل جزءاً من المكالمات لزبنائها عبر الإنترنت¡ وربما أجريتَ حديثاً مكالمة خارجية فمرّتْ عبر الإنترنت دون أن تعرف¡ ذلك أن المكالمة بدأت وانتهت بهاتف تقليدي. ويُتوقّع أن تحلّ الهواتف الإنترنتية محل كثير من الهواتف المنزلية خلال الأعوام المقبلة¡ بل تتوقع مؤسسة يانكي غروب The Yankee Group للأبحاث أن يصبح عدد المشتركين بها في المنازل في أميركا أكثر من مليون مع نهاية هذا العام¡ وأكثر من 17.5 مليون بحلول عام 2008.

حِلف الـ (واي-فاي)
ثمة تقنيات ثلاث ينذر اندماجها معاً بتغيير عالم الاتصالات كما نعرفه اليوم¡ وبانتهاء العصر الذهبي لأرباح الشركات المزودة لخدمات الاتصالات الهاتفية الخليوية. هذه التقنيات تشمل الأجيال القادمة للهواتف الجوالة¡ وبروتوكول الصوت عبر الانترنت السالف ذكره أعلاه¡ وأخيراً تقنية (النقاط الساخنة – Hot Spots) التي يتصل بها لاسلكياً اصحاب الكومبيوترات المحمولة والأجهزة الإلكترونية التي تمتلك تقنيات (الاعتمادية اللاسلكية – Wireless Fidelity) أو (الواي فاي – Wi-Fi) اختصاراً¡ كما بتنا نشاهد في عدد من المقاهي بمدن المملكة الرئيسية. فلو أن أحدنا كان يسير متحادثا بهاتفه الجوال.. وبدلاً من ان تنتقل مكالمته عبر الشبكة الخليوية التابعة لشركة الاتصالات¡ فإن الإتصال سيتم عبر نقطة خدمة لاسلكية (تعرف بالنقطة الساخنة) ستستقبل إشارات جواله اللاسلكية لتربطه بالإنترنت وبخطوطها الأرضية¡ ثم تعبر المكالمة الى الطرف الأبعد من الشبكة ليستقبلها المتلقي. وهكذا يخادع الهاتف الجوال شبكته اللاسلكية الخليوية لينقل المكالمة عبر اسلاك الانترنت.. وبدون مقابل!

هكذا يبشر اندماج هذه التقنيات الثلاث بتغيير كل قواعد عمل شركات الاتصال. فعندما يُزود الهاتف الجوال بتقنيات (الواي فاي) التي تتيح له الاتصال في حدود دائرة قطرها 90 متراً بالإنترنت¡ فإن شركة الاتصالات التي تتولى محاسبته على مكالماته لن يكون بوسعها أن تسجل مكالمته الهاتفية عبر ولا أن تجبره على دفع أجورها. وقد نوقشت هذه التقنيات بتبعاتها المزعجة بانسبة لأباطرة الاتصال أثناء انعقاد معرض ومؤتمر رابطة الاتصالات اللاسلكية الاميركية في (نيو أورلينز) خلال شهر مارس من هذا العام. حيث صرح (فرانك هانزلك) مدير (تحالف واي ـ فاي) وهو مجموعة تجارية تضم عدداً من الشركات التقنية الكبرى مثل (دِل- Dell) و (إنتل- Intel) و (مايكروسوفت – Microsoft) و (تكساس انسترومنتس – Texas Instruments) بأن مجموعته هي في مرحلة الريادة التقنية حالياً. حيث أصبحت الشركات الأخرى أكثر ميلاً للاعتقاد بأن بروتوكول الانترنت لن يهزم كما لن تهزم تقنية (واي ـ فاي). وأضاف أن دمج تقنيات الاتصالات الخليوية مع تقنيات الـ (واي ـ فاي) يبدو مؤشراً قوياً على أهمية الاتصالات اللاسلكية عبر الانترنت.

وعرضت في المعرض نماذج لهواتف ذكية ذات وظائف كومبيوترية¡ منها ما هو مصمم بتقنيات (واي ـ فاي) لترسل البريد الالكتروني وتتصفح الانترنت. وكان منها هاتف (موتورولا) CN620 الأول في نوعه الذي يمكنه الاتصال بالشبكتين الخليوية الهاتفية¡ واللاسلكية الانترنتية. في إشارة واضحة لاستسلام مطوري الجوالات الكبار لزحف الاتصال عبر الإنترنت.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية