السبت، ٣ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

مساكن الحيوانات

مساكن الحيوانات
يمضي معظم الحيوانات حياته متنقلاً من مكان إلى آخر، وبعضها يبني مأوى لنفسه وصغاره. وتستريح معظم الأسماك، حيثما وجدت مكاناً مناسباً، فهي لا تبني مساكن، وقد يتخذ بعض الأسماك أعشاشاً بين النباتات المائية لصغارها. وتتنقل معظم الطيور بصفة عامة من مكان لآخر، ولكنها عادة تبني أعشاشاً في فصل الربيع لتبيض فيها. وهناك حيوانات أخرى تبني مساكن تقيم فيها طوال عمرها، وتلك الحيوانات لا تبعد كثيراً عن مساكنها.
المساكن الدائمة
لدى الكثير من الحيوانات مساكن تدوم لوقت طويل، حيث يعيش الغرير الأوروبي مثلاً في شبكة من الأوجار (الأنفاق) تحت سطح الأرض تسمى "الست"، بينما تعيش البومة والراقون والسنجاب داخل جذوع الأشجار الجوفاء أو داخل الأشجار الميتة. ويبني القندس بيوتاً من الطين والأغصان على ضفاف الغدران والأنهار والمجاري المائية. ويجعل مدخله بذكاء من أسفل المسكن حيث لا يمكن الوصول إليه إلاّ عبْر الماء، ليحمي نفسه من أعدائه. وتتخذ الدببة (الشكل الرقم 50 ) من الكهوف سكناً لها، ويتخذ الأسد عرينه في مكان خفي مثل الأدغال الكثيفة.
وتبني الحشرات مساكن في مستعمرات ذات غرف وممرات متشابكة، حيث يحفر النمل أوجاراً (أنفاقاً) متشابكة في الأرض، أو في تلال مرتفعة من التربة. وتقود تلك الأنفاق إلى غرف تربي فيها صغارها، وغرف تستعمل مستودعات، وأخرى خاصة تستخدم في الجو البارد أو الممطر. بينما يبني النحل خلاياه من الشمع. وتحتوي خلايا النحل على غرف كثيرة تستخدم لأغراض شتى، منها حاضنات لتربية الصغار. وتبني الزنابير أعشاشاً عديدة الخلايا، من أوراق تصنعها بنفسها.
المدى السكني
تعيش معظم الحيوانات، حتى تلك التي لا تبني مساكن، ضمن مقاطعات ذات حدود خاصة تمثل المدى السكني لكل حيوان. فالحيوان لا يعيش ضمن حدود مقاطعته فقط، بل يطرد منها الحيوانات الأخرى من نوعه. وتهاجر بعض الحيوانات لمسافات طويلة في أوقات محددة من العام، ولكنها حيثما حلت يقيم كل منها ضمن مدى سكني معين. مثال ذلك أن السحالي قد تعيش في سور حاجزٍ، وتُبعد عنه السحالي الأخرى التي تقترب من تلك المنطقة. ويطرد زوج طائر أبي الحناء، عن الشجرة التي يعشعش فيها طيور أبي الحناء الأخرى، ويمنعها من الاقتراب من تلك الشجرة. وتُرى السمكة الببغاء (الشكل الرقم 3 ) تسبح ضمن منطقة معينة من الشعاب المرجانية، خوفاً من الدخول ضمن المدى السكني لسمكة ببغاء أخرى. ولا يبتعد الأرنب ثلجي القبقاب لمسافة أكثر من نصف كيلومتر من مكان ميلاده. فإذا طارده ثعلب جرى الأرنب حتى يدخل حدود منطقته، ثم يتجه اتجاهاً آخر دون أن يعبر حدود منطقته. ولدى بعض الحيوانات مدى سكني كبير، حيث يصطاد أسد الجبل عادة ضمن منطقة تمتد لحوالي 24 كيلومتراً في الاتجاهات الأربعة من مسكنه.
وكثيراً ما يَسِم (يُعَلِّم) العلماء حيواناً بحلقة، تحمل رقماً أو رمزاً يميز. وبهذه الطريقة وُجد أنّ كثيراً من الحيوانات تعيش ضمن حدود خاصة، أو تفضل أماكن معينة للسكنى. فوُجِد أحد ثعابين الغرطر في قارة أمريكا الشمالية مرات عديدة على سفح تل، طوله حوالي 30 متراً وعرضه 9 أمتار. وتتنقل الخفافيش إذا أُزعجت من كهف لآخر، ولكنها تعود للعيش في مسكنها الأصلي، مرة أخرى.
المشاركات بين الحيوانات
تُساعد الحيوانات أحياناً بعضها بعضاً، لدرجة أن يصبح حيوانان شريكين. فهناك مثلاً ما يُعْرف بالسمك الطعم، وهو سمك صغير الحجم يسبح قرب شقائق النعَمّان البحرية الجاثية فوق الشعاب المرجانية في المحيط الهادي (الشكل الرقم 30 ). فعندما يحاول السمك الكبير اصطياد السمك الطعم، يصبح السمك الكبير فريسة سهلة لشقائق النعَمّان البحرية. وعند ابتلاع شقائق النعَمّان للسمك الكبير، يبدأ السمك الطعم بقضم بعض أجزاء السمك الكبير.
وتعيش بعض الطيور البيضاء من فصيلة مالك الحزين، المعروفة بطير البقر، بالقرب من الظباء والأبقار والأفيال في أفريقيا. والسبب في ذلك أن حركة الحيوانات الكبيرة فوق الأعشاب تُثير الحشرات الجاثمة على الأعشاب، وعندها يسهل على طير البقر اصطياد تلك الحشرات. ويجلس عادة طير البقر على ظهر الحيوانات الكبيرة، فإذا أحس بدنو الخطر فإنه يطير عن ظهر الحيوانات، وهذا يحذرها أيضاً من الخطر.
أجسام الحيوانات
يملك كل نوع من الحيوانات مميزات جسدية خاصة تتواءم مع طريقة حياته، وتمكنه من العيش حسب متطلبات بيئته. فالحيوان يستخدم بعض أجزاء جسمه للحركة، وبعضها للتغذية وبعضها للتنفس، وبعضها للتكاثر، وبعضها للاستجابة لمؤثرات بيئته. وكل هذا نتيجة للتكيف حسب متطلبات الحياة. ويبدو ذلك جلياً في الطيور، فالجوارح (الشكل الرقم 7 ، 8 ) مثلا لها منقار قصير مدبب وقوي يمكنها من تفتيت عظام فرائسها وتقطيع جلدها السميك. أما الحمام(الشكل الرقم 9 ) وطائر الكناري (الشكل الرقم 10 ) فإن منقارها مجهز لالتقاط الحبوب. أما منقار الببغاء، فإنه مجهز لتكسير قشر الجوز الصلب (الشكل الرقم 11 ). أما طائر البطريق (الشكل الرقم 12 ) فإن شكل جسمه المغزلي يساعده على العوم والغوص، أما منقاره فإنه يمكنه من إحكام القبض على الأسماك قبل بلعها.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية